الإشارات الإلهية من أعظم كتب أبي حيان التوحيدي على الإطلاق ودرة من درر النثر العربي . وهذا الكتاب واحد من كتب كثيرة ذكرها ياقوت الحموي منها كتاب رسالة الصديق والصداقة ، كتاب الرد على ابن جني في شعر المتنبي ، كتاب الإمتاع والمؤانسة ، كتاب الزلفة (جزء) ، كتاب المقابسات ، كتاب رياض العارفين ،كتاب تقريظ الجاحظ ، كتاب ذم الوزيرين ، كتاب الحج العقلي إذا ضاق الفضاء عن الحج الشرعي ، كتاب الرسالة في صلات الفقهاء في المناظرة ، كتاب الرسالة البغدادية ، كتاب الرسالة في أخبار الصوفية ، كتاب الرسالة الصوفية ، كتاب الرسالة في الحنين إلى الأوطان ، كتاب البصائر والذخائر ، وهو عشر مجلدات كل مجلد له فاتحة وخاتمة ، كتاب المحاضرات والمناظرات .
ويحلو للنقاد والدارسين أن ينعتوا أبا حيان التوحيدي بالجاحظ الثاني، ويطيب لهم من حين إلى آخر أن يعقدوا الفصول لهما يقارنون بينهما ويوازنون، ويبرزون معالم الشبه والاتفاق، أو يظهرون أوجه الخلاف والافتراق. والحق أن هذا مجال طريف ينطوي على كثير من بواعث القول.
عاش أبو حيان التوحيدي في القرن الرابع الهجري ، فعاصر رقي الحياة العقلية ، وتقدم الفنون ، وتنوع الثقافات والحركات الفكرية ، وظهر أثر كل هذا في كتبه ورسائله ، حتى لقد اعتبره بعض الباحثين الناطق بلسان الثقافة العربية في القرن الرابع الهجري . ووصفه ياقوت الحموي في معجم الأدباء فقال : "فهو شيخٌ في الصوفية ، وفيلسوف الأدباء ، وأديب الفلاسفة ، ومحقِّق الكلام ، ومتكلم المحققين ، وإمام البلغاء .. فرد الدنيا الذي لا نظير له ذكاءً وفطنةً وفصاحةً ومُكنةً ، كثير التحصيل للعلوم في كل فن حفظه ، واسع الدراية والرواية"
في تاريخ الأدب والفكر
شخصيات ظلمها الناس، ونسبوا إليها من القول والفعل ما لم ترتكب وما لم تقل، كما ضخَّموا
ما قالتْ ، وحمَّلوه أكثر مما يحتمل شرحًا وتأويلًا ، وتحاملوا عليه كثيرا، وإذا
ظهر عكسُ ما قالوا وأرادوا بادروا إلى إخفائه وغَمْره بأساليب يستطيعون دائما أن
يحبكوها حبكًا، وأن يصوغوها بأشكال وتعابير من شأنها طَمْسُ الحقيقة وغَمْرُها. وفي
تاريخ الفكر الإسلامي نماذج كثيرة من شخصيات مظلومة وأخرى تمكن أنصارها ومريدوها
أن يبؤوها مكانة ربما لو خضعت للنقد والتمحيص ما كان لها أن تكون في تلك المكانة. وأبو حيان التوحيدي واحد من هؤلاء الناس الذين ظُلموا
في حياتهم ولم يجدوا لهم المكانة التي تناسبهم ، ولاحقهم هذا الظلمُ حتى بعد
مماتهم ، لقي الأهوالَ من الأحياء ، وعرف الشقاء الذي لا يستحقه ، بينما وجد
التافهين يرتفعون إلى أعلى مراتب الرياسة والشرف في الدنيا . وسعى ما استطاع لطلب
المثالة بين الناس ، "ولعَقْدِ الرياسةِ بينهم ولمَدِّ الجاهِ عِندهم"(1)
فحُرم ذلك كله ، ومما زاد شعوره بالألم أنه طلب المجد عند أناس مهنتهم مهنته ،
أعني حرفة الأدب ولكنهم بلغوا مراتب الوزارة ، وهو لم ينل إلا البؤس والحرمان ،
وظن أنهم أقدر الناس على معرفة قدره فلم يلق منهم إلا كل نكران وتحقير وإهانة لكل
كرامة.
يعد كتاب "الإشا رات الإلهية "
من أهم إبداعات أبى حيان التوحيدى وهو خلاصة تجربة صوفية مر بها بعد مرحلة الشعور باليأس والزهد فى الدنيا،وبعد الفشل في نيل المكانة التي يستحقها بين أقرانه، بوصفه واحدًا من أهم مفكري القرن الرابع الهجرى الأفذاذ، ومن أهم أدبائه .
ويعد كتاب الإشارات الإلهية، بوصفه نصاً لغويا، مختلفاً عن سائر مؤلفات التوحيدى التى كان فيها راويًا عن غيره، أو ناقلاً، أو حاكيًا مسامرات تشيع فيها الأسئلة والإجابات، وذلك كما في "الإمتاع والمؤانسة" و"المقابسات" و"الهوامل والشوامل" فهو كتاب اتضحت فيه ذاتية المؤلف،وتجلى فيه إبداعه اللغوى تمام الجلاء.
يقول د . عبد الرحمن بدوي : أما الأسلوب فلم يبلغ فى كتاب من كتب التوحيدي الأخرى "الإمتاع والمؤانسة" و"الصداقة والصديق"، و"ثمرات العلوم"
و"المقابسات" مقدار ما بلغه في هذا الكتاب، كتاب "الإشارات الإلهية" سموًّا وحرارة وموسيقى وتمكنًا من الأداء . نعم، للموضوع مدخل كبير في تلوين الأسلوب، بل وصياغته.ومن هنا فإن "الإشارات
الإلهية" مؤلَّف يسترعي الانتباه لما يحويه من ظواهر لغوية، وبصورة خاصة التراكيب والجمل، وما تمتاز به من امتداد داخلي .
الكتاب قام بتحقيقه خميس حسن
وطبعته مكتبة آفاق بالقاهرة

الإشارات الإلهية لأبي حيان التوحيدي
الإشارات الإلهية من أعظم كتب أبي حيان التوحيدي على الإطلاق ودرة من درر النثر العربي . وهذا الكتاب واحد من كتب كثيرة ذكرها ياقوت الحموي منها كتاب رسالة الصديق والصداقة ، كتاب الرد على ابن جني في شعر المتنبي ، كتاب الإمتاع والمؤانسة ، كتاب الزلفة (جزء) ، كتاب المقابسات ، كتاب رياض العارفين ،كتاب تقريظ الجاحظ ، كتاب ذم الوزيرين ، كتاب الحج العقلي إذا ضاق الفضاء عن الحج الشرعي ، كتاب الرسالة في صلات الفقهاء في المناظرة ، كتاب الرسالة البغدادية ، كتاب الرسالة في أخبار الصوفية ، كتاب الرسالة الصوفية ، كتاب الرسالة في الحنين إلى الأوطان ، كتاب البصائر والذخائر ، وهو عشر مجلدات كل مجلد له فاتحة وخاتمة ، كتاب المحاضرات والمناظرات .
في تاريخ الأدب والفكر
شخصيات ظلمها الناس، ونسبوا إليها من القول والفعل ما لم ترتكب وما لم تقل، كما ضخَّموا
ما قالتْ ، وحمَّلوه أكثر مما يحتمل شرحًا وتأويلًا ، وتحاملوا عليه كثيرا، وإذا
ظهر عكسُ ما قالوا وأرادوا بادروا إلى إخفائه وغَمْره بأساليب يستطيعون دائما أن
يحبكوها حبكًا، وأن يصوغوها بأشكال وتعابير من شأنها طَمْسُ الحقيقة وغَمْرُها. وفي
تاريخ الفكر الإسلامي نماذج كثيرة من شخصيات مظلومة وأخرى تمكن أنصارها ومريدوها
أن يبؤوها مكانة ربما لو خضعت للنقد والتمحيص ما كان لها أن تكون في تلك المكانة. وأبو حيان التوحيدي واحد من هؤلاء الناس الذين ظُلموا
في حياتهم ولم يجدوا لهم المكانة التي تناسبهم ، ولاحقهم هذا الظلمُ حتى بعد
مماتهم ، لقي الأهوالَ من الأحياء ، وعرف الشقاء الذي لا يستحقه ، بينما وجد
التافهين يرتفعون إلى أعلى مراتب الرياسة والشرف في الدنيا . وسعى ما استطاع لطلب
المثالة بين الناس ، "ولعَقْدِ الرياسةِ بينهم ولمَدِّ الجاهِ عِندهم"(1)
فحُرم ذلك كله ، ومما زاد شعوره بالألم أنه طلب المجد عند أناس مهنتهم مهنته ،
أعني حرفة الأدب ولكنهم بلغوا مراتب الوزارة ، وهو لم ينل إلا البؤس والحرمان ،
وظن أنهم أقدر الناس على معرفة قدره فلم يلق منهم إلا كل نكران وتحقير وإهانة لكل
كرامة.
يعد كتاب "الإشا رات الإلهية "
من أهم إبداعات أبى حيان التوحيدى وهو خلاصة تجربة صوفية مر بها بعد مرحلة الشعور باليأس والزهد فى الدنيا،وبعد الفشل في نيل المكانة التي يستحقها بين أقرانه، بوصفه واحدًا من أهم مفكري القرن الرابع الهجرى الأفذاذ، ومن أهم أدبائه .
ويعد كتاب الإشارات الإلهية، بوصفه نصاً لغويا، مختلفاً عن سائر مؤلفات التوحيدى التى كان فيها راويًا عن غيره، أو ناقلاً، أو حاكيًا مسامرات تشيع فيها الأسئلة والإجابات، وذلك كما في "الإمتاع والمؤانسة" و"المقابسات" و"الهوامل والشوامل" فهو كتاب اتضحت فيه ذاتية المؤلف،وتجلى فيه إبداعه اللغوى تمام الجلاء.
يقول د . عبد الرحمن بدوي : أما الأسلوب فلم يبلغ فى كتاب من كتب التوحيدي الأخرى "الإمتاع والمؤانسة" و"الصداقة والصديق"، و"ثمرات العلوم"
و"المقابسات" مقدار ما بلغه في هذا الكتاب، كتاب "الإشارات الإلهية" سموًّا وحرارة وموسيقى وتمكنًا من الأداء . نعم، للموضوع مدخل كبير في تلوين الأسلوب، بل وصياغته.ومن هنا فإن "الإشارات
الإلهية" مؤلَّف يسترعي الانتباه لما يحويه من ظواهر لغوية، وبصورة خاصة التراكيب والجمل، وما تمتاز به من امتداد داخلي .
الكتاب قام بتحقيقه خميس حسن
وطبعته مكتبة آفاق بالقاهرة![]() |
الإشارات الإلهية لأبي حيان التوحيدي |
x